بشأن الصلاة على النبي بعد الجمعة.. الإفتاء تحسم جدل بدعة الجماعة في الذكر
دار الإفتاء

دار سجال في أثناء الأيام القليلة الماضية، بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، عما صدر عن وزارة الأوقاف بشأن الصلاة على النبي بعد انتهاء الصلاة يوم الجمعة، حيث ترددت أنباء عن كون ذلك بدعة، إلا أن الإفتاء خرجت في بيان لها لحسم ذلك الأمر.

الإفتاء تعلق على الصلاة على النبي بعد الجمعة

وورد عن دار الإفتاء في منشور لها عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن الصلاة على النبي تعد أحد أهم الطاعات، كما أنها من أفضل الذِّكر وأن الاجتماع للصلاة على النبي مباح؛ وذلك لكونه يندرج تحت اسم التعاون على البر والتقوى، كما شرع أهل العلم الصلاة على النبي أو أداء الأعمال الصالحة من خلال تخصيص مكان ما أو زمان معين.

بشأن الصلاة على النبي بعد الجمعة.. الإفتاء تحسم جدل بدعة الجماعة في الذكر
بشأن الصلاة على النبي بعد الجمعة.. الإفتاء تحسم جدل بدعة الجماعة في الذكر

وأكدت دار الإفتاء على أنه لا تقييد فيما يخص ذِكر الله تعالى، وكذلك فيما يخص الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، ويمكن فعل ذلك كل شخص وحده أو بشكل جماعي، إلا ما جاء النهي عنه، بل وأكد علماء الشرع على أن تخصيص يوم الجمعة للصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم أمر مستحب، وذلك وفق ما جاء عمن يعتدُّ بأقوالهم.

الرد على دعوى البدعية

وتابعت الدار أن هناك من استعانوا بكل جاء عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، واستخدموه للاحتجاج على عدم مشروعية الذِّكر الجماعي حيث قال ابن حجر الهيتمي في [الفتاوى الفقهية الكبرى 1/ 177]: “وأما ما نُقل عن ابن مسعود أنه رأى قومًا يهللون برفع الصوت في المسجد فقال: ما أراكم إلا مبتدعين حتى أخرجهم من المسجد؛ فلم يصح عنه بل لم يَرِد”.

كما أشارت إلى ما جاء في [رد المحتار 6/ 398]: “وقد شبَّه الإمام الغزالي الأذان المنفرد بذِكر الإنسان وحده وذكر الجماعة، وأذان الجماعة؛ حيث قال إن أصوات المؤذنين جماعة تشبه ذكر الجماعة على قلب واحد، حيث أنهى تقطع جرم الهواء أكثر من صوت المؤذن الواحد وتصبح أكثر تأثيرًا في رفع الحجب الكثيفة من ذكر شخص واحد”.

الجماعة في الذكر
الجماعة في الذكر

أو وفق ما جاء في [حاشية الطحطاوي ص318]: “وأجمع العلماء على استحباب ذكر الله تعالى سلفًا وخلفًا في جماعة من غير نكير في المساجد وغيرها، إلَّا أن يشوش جهرهم بالذكر على نائم أو مصلٍّ أو قارئ قرآن”، كما رُوي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ» أخرجه ابن ماجه، واستعانت بذلك الحديث في الاستدلال على استحباب الصلاة على النبي يوم الجمعة.

كما استعانت بقول الله تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا ٱللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ﴾ [النساء: 103]، فلا أزمة في تخصيص أوقات معينة للعبادات، وكل ما يثار بشأن كونه بدعة غير صحيح حيث قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في “فتح الباري”: “وفي هذا الحديث على اختلاف طرقه دلالة على جواز تخصيص بعض الأيام ببعض الأعمال الصالحة والمداومة على ذلك”، مشيرة إلى أنه لا فرق بين تخصيص وقت للذكر أو تخصيصه لحفظ القرآن الكريم.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *