ما سبب تسمية التراويح بهذا الاسم | الشيخ عويضة يجيب

صلاة التراويح سنة مؤكدة عند أغلب أهل العلم، وهي ثابتة عن الرسول – صلى الله عليه وسلم، فقد قالت السيدة عائشة – رضي الله عنها: خرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم ذات ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد، فصلى رجال بصلاته فأصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلوا بصلاته فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح فلما قضي الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال: «أما بعد.. فانه لم يخف على مكانكم لكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها» رواه البخاري واللفظ له، وأجمع أهل العلم على أن صلاة التراويح نافلة خاصة بشهر رمضان، وهي من أسباب المغفرة والرحمة، ولكن ما سبب تسميتها بهذا الاسم، هذا ما سوف نوضحه في السطور التالية، وموضوعات أخرى ذات صلة.

سبب تسمية التراويح بهذا الاسم

التفقه في الدين من علامات الخير للعبد، وهو من أفضل الأعمال، قال تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}[النحل- آية:43]، وقال النبي – عليه الصلاة والسلام: «من يرد به خيرًا، يفقهه في الدين»، ويتسائل العديد من المسلمين عن سبب تسمية صلاة التراويح بهذا الاسم، وكشف الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، بقولة: “كان الرسول – صلى الله عليه وسلم، يصليها منفردًا بالمسجد في بداية الأمر، ثم بدأ يشعر به الصحابة، فاجتمع عليه جمع من الناس، فوجد – عليه الصلاة والسلام، عددًا كبيرًا من الناس، وفي اليوم الرابع، لم يخرج عليهم خشية أن تفرض عليهم، فلا يطيقون، وكان النبي يسلم من كل اثنتين، إلا أنه صلاها ثلاث ليالي فقط من رمضان، ثم صلاها في البيت باقي الشهر، وبعد وفاة النبي جمع عمر بن الخطاب الناس لصلاتها بالمسجد عشرين ركعة، غير الشفع والوتر وكانوا يستريحون بعد كل أربع.

فضل صلاة التراويح

رمضان من أفضل شهور العام، فهو من مواسم الطاعات، لذا فإن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يحرصون على الإكثار من الأعمال الصالحة، ومنها قيام الليل، والتي يطلق عليها في رمضان التراويح، لها فضائل كثيرة، نذكر منها:

• يغفر الله بها ما تقدم من الذنب، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفِر له ما تقدم من ذنبه».
• من الأعمال الصالحة العظيمة، قال النبي – عليه الصلاة والسلام: «أفضل الصلاة، بعد الصلاة المكتوبة، الصلاة في جوف الليل» رواه مسلم.
• قيام ليلة القدر مغفرة للذنوب، لقوله، أفضل صلوات الله وسلامه عليه: «من قام ليلة القدر، إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه» رواه البخاري.
• أجر قيام الليلة، بصلاتها في جماعة، قال النبي، صلى الله عليه وسلم: «من قام مع الإمام حتى ينصرف، كتب له قيام ليلة» صحيح الترمذي.