نهاية الدولار قادمة.. ماذا سيحدث في العالم إذا نفدت أموال الولايات المتحدة

لم يكن يتخيل أكثر المتشائمين، أن تصل الولايات المتحدة الأمركية وهي صاحبة أقوى أقتصاد في العالم، إلى التخلف عن سداد ديونها، على الرغم من أنها الدولة الوحيدة في العالم التي تستطيع سداد ديونها بعملتها المحلية، إلا أنها المرة الأولى التي تتخلف فيها الولايات المتحدة عن تسديد ديونها، ولا سيما أن سوق سندات الحكومة الأمريكية هو حجر الزاوية للنظام المالي العالمي، ويرى المحللون أن الولايات المتحدة ليست هي الوحيدة التي ارتفع لديها حجم الدين، حيث شهد العالم ارتفاع في الدين الكلي العالمي بلغ 226 تريليون عام 2020م، استمر الارتفاع في العام التالي 2021م، ليصل إلى 303 تريلون بسبب جائحة كورونا، ووفق معهد التمويل الدولي، ونظرًا لأن ما يقرب من 70% من المعاملات التجارية في العالم يتم بالعملة الخضراء الأمريكية، فبدأ يتردد سؤال وهو ماذا سيحدث في العالم إذا نفدت أموال الولايات المتحدة بسبب ارتفاع ديونها، وهذا ما سنجيب عليه في السطور التالية، وموضوعات أخرى ذات صلة.

أزمة اقتصادية تواجه الولايات المتحدة

حذرت كريستين رومانز، كبيرة مراسلي الأعمال في CNN، من كارثة محتملة قد تواجهها الولايات المتحدة، ومن ثم العالم، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لرفع سقف حد الدين، بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث تواجه الدولة صاحبة أكبر اقتصاد في العالم خطر التخلف عن سداد الديون الحكومية، ولا سيما أن الجمهوريين الذين استعادوا السيطرة على مجلس النواب في نوفمبر الماضي، يهددون بعدم السماح بزيادة حد الدين، ما لم يحصلوا في المقابل على تخفيضات غير محددة في الانفاق، خاصة أن سياسة حافة الهاوية بشأن سقف الديون من الطقوس المعتادة، وحدث من قبل في عهد إدارة كلينتون في عام 1995م، وتكرر مرة أخرى مع أوباما عام 2011م، ومؤخرًا في عام 2021م.

ماذا يحدث للعالم إذا نفدت أموال الولايات المتحدة

كشف تقرير فني صادر عن gold Bullion، أن أخطر العواقب الناتجة عن تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها، هي انهيار الدولار الأمريكي، واستبداله كوحدة تعامل للتجارة العالمية، ما سيؤدي إلى أن يفقد الدولار مكانته كوحدة حساب دولية، والاتجاه إلى التعامل بالذهب، ومحاولة حائزي الدولار في العالم إلى التخلص منه، حيث بلغ الدين العام للولايات المتحدة ذروته عند 31.4 تريليون دولار في يناير من العام الحالي، كما أن تصريحات جانيت يلين، وزيرة الخزانة الأمريكية، أن أموال الوزارة من المرجح أن تنفذ في يونيو 2023، محذرة من نفاذ المخزون النقدي في أول 9 أيام من شهر يونيو المقبل، جعلت المحللون يحذرون من كارثة محققة إذا لم يتم رفع سقف الدين المحلي الأمريكي.

حلول عاجلة لتخطي الأزمة

تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية في الحسابات الحكومية ما يقرب من 57 مليار دولار، ولكن مع بداية شهر يونيو المقبل ستواجه الخزانة الأمريكية بعض المدفوعات الكبيرة التي ستكون ضرورية من قبل الحكومة، مثل امتيازات المحاربين القدامى والضمان الاجتماعي، التي يتم دفعها يوم الأربعاء الثاني والثالث والرابع من الشهر، ومن المرجح أن تتبع الحكومة سياسة مشابهة لـ «ألعاب الجوع»، بالخروج من تلك الأزمة بأقل ضرر، حيث تبقي الخزانة الأمريكية كل المدفوعات الثابتة إذا تمكنت من ذلك، بدفع الضمان الاجتماعي، ومزايا المحاربين القدامى، ولكن مع تأجيل الأموال المستحقة للمتعاقدين الفيدرالين، وهي تمثل جزء كبير من الاقتصاد الأمريكي، ولكن هذا سيؤدي إلى ركود اقتصادي، وقد يؤدي إلى حدوث كارثة في سوق السندات.