خير من ألف شهر .. علامات ليلة القدر الثمانية بالأدلة من السنة النبوية

الحمد لله الذي أعد جوائز لعبادة الصالحين، وجعل لنا نفحات من البركة والأجر العظيم، خلال شهور العام، ليقتنصها الفائز، ويحرم من أجرها الغافل، وتعد ليلة القدر أهم الليالي التي يضاعف فيها الله عز وجل الأجر لعبادة الصالحين، ليزيد العباد فيها جهودهم، ليفوزوا بالمغفرة والفضل من الله، قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3:1]، فعلى الجميع أن يشمروا، ويحفزوا أنفسهم وأفراد عائلتهم بتحري تلك الليلة ومضاعفة الأعمال الصالحة فيها، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها، لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدًا»، وقد أخبرنا الرسول ببعض علامات لليلة القدر تدل عليها، ونوضح في السطور التالي، علامات ليلة القدر الثمانية بالأدلة من السنة النبوية وموضوعات أخرى ذات صلة.

علامات ليلة القدر

تعد ليلة 21 رمضان، هي أولى اليالي الوترية من العشر الأخيرة في رمضان الفضيل، ويحتمل أن تكون ليلة القدر، فقد هم الرسول أن يخبر أصحابة بموعد ليلة القدر، لولا وجود تشاجن بين رجلين من المسلمين، فأنساه الله موعدها، فقال صلى الله عليه وسلم: «إنى خرجت لأخبركم بليلة القدر، وإنه تلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى أن يكون خيرًا لكم التمسوها فى السبعِ والتسع والخمس» رواه البخاري، إلا أنه أخبر ببعض الدلائل التي تشير إليها وهي:

العلامة الأولى: صفاء الشمس

قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «إِن أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة كأن فيها قمرًا ساطعًا».

العلامة الثانية: الطقس فيها معتدل

قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «هي طلقة بلجة لا حارة ولا باردة».

العلامة الثالثة: لا يظهر فيها الشهب

قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «ولا يحل لكوكبٍ أن يُرمى به فيها حتى تصبح».

العلامة الرابعة: الرياح تكون ساكنة

قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «ساكنة سجية».

العلامة الخامسة: تنزل الملائكة والروح فيها

قال تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ}، وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «وإن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرضِ من عدد الحصى».

العلامة السادسة: سكون النفس

قال تعالى: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ}، وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «لا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذٍ».

العلامة السابعة: الإقبال على الله

قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «من قامها ابتغاءها ثم وقعت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر».

العلامة الثامنة: الدعاء المستجاب

يوفق الله عباده المخلصين بدعاء لم يخطر على عقولهم من قبل.

دعاء النبي في ليلة القدر

الأعمال الصالحة كثيرة، منها ما فرضه الله على عباده، ومنها ما جاء في السنة النبوية، ويعد الدعاء من أهم العبادات التي يجب أن يجتهد المسلمون فيها، والدعاء ليس له وقت معين، فالعبد يدعو الله في السراء والضراء، وفي كل أحواله، ولكن هناك أوقات يستحب فيها الدعاء، ومن أهمها ليلة القدر، فقد قالت السيدة عائشة -رضي الله تعالى عنها: يا رسول اللَّه، أرأيت إِن علمت أي ليلة ليلة القدر، ما أَقول فيها؟ قال: قولي: «اللَّهم إِنك عفو، تحب العفو، فاعف عني»، وكان هذا أفضل دعاء لأن العفو، هو غاية ما يصبو إليه المسلم، ويوجد أيضًا أدعية أخرى يمكن ترديدها في تلك الليلة منها:

• اللهم ارزقني فضل قيام ليلة القدر ، وسهل أموري فيه من العسر إلى اليسر، واغفر فيها ذنبي، وحط عني وزري، يا أكرم الأكرمين.
• اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وأعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم.
• اللهم إِني أسألك من الخير كله؛ عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم.